HIDE
TRUE
RTL
{fbt_classic_header}

الكوفيد-19 في الأردن بعد سنة ونصف: منظور احصائي للمأساة

 الكوفيد-19 في الأردن بعد سنة ونصف: منظور احصائي للمأساة نشر في الغد يوم 5 تموز 2021 هذه مجموعة "برقيات" إحصائية عن حالة الكوف...

 الكوفيد-19 في الأردن بعد سنة ونصف: منظور احصائي للمأساة


نشر في الغد يوم 5 تموز 2021

هذه مجموعة "برقيات" إحصائية عن حالة الكوفيد-19 وتأثيره على الأردن والاردنيين مع نهاية حزيران \ يونيو 2021.

فيما كان معدل الوفيات اليومية في الأردن لكل الأسباب اقل من 76 وفاة في سنوات 2018 و2017 و2016 و2015 ارتفع معدل الوفيات اليومي الى 82 في 2019 و89 في 2020. وهذه زيادات كبيرة تعني ان وفيات الأردن الاجمالية في 2020 زادت عن 2018 بنسبة 17%. وكنت قد كتبت سابقا عن الزيادة الكبيرة في الوفيات في خريف 2019 والتي لا تزال محتاجة الى تفسير رسمي منطقي.

ولنتذكر هنا ان وصول الوفيات اليومية من كوفيد_19 في فترات ما الى أكثر من 100 لا يعني ان وفيات بمعدل 10 يوميا هو امر هين. فحتى 10 وفيات يوميا زيادة عن المعدل المتوقع استنادا الى السنوات الخمسة السابقة تعني زيادة وفيات اجمالية بنسبة 15% تقريبا. كذلك فان تحليل الوفيات نسبة لكل 100 ألف من السكان يظهر ارتفاعا كبيرا في وفيات 2019 و2020 أيضا.

للأسف فقد تأثر الأردن كثيرا بالجائحة بحسب ارقام وزارة الصحة الرسمية المنشورة على https://corona.moh.gov.jo/ar

-         شكل السكان فوق 55 سنة 13% من مجمل حالات الكوفيد-19 المؤكدة في الأردن. لكن حصتهم من الوفيات تجاوزت 83%. 94% من كل وفيات الكوفيد-19 في الأردن كانت للأعمار فوق 45 سنة.

 

-         بسبب الكوفيد-19 توفي 4% ممن تتراوح أعمارهم بين 75 و84 سنة و1% ممن تتراوح أعمارهم بين 65 سنة و74 سنة ونصف بالمائة ممن تتراوح أعمارهم بين 55 و64 سنة.

 

-         نسبة الوفاة في الحالات المكتشفة كانت أكثر من 25% في اعمار فوق 75 سنة. أي وفاة مريض من كل أربعة. و12% للأعمار بين 65 و74 و4% للأعمار بين 55 و64.

 

-         تأكدت إصابة 15% من كل الأشخاص فوق 75 سنة في الأردن بكوفيد-19 في الفترة الماضية. بالمقابل الإصابات المكتشفة في الفئة العمرية تحت 14 سنة لم تتجاوز 2% من اجمالي عددهم في الأردن.

 

يبقى هنالك بعض النواقص الإحصائية يجدر تحليلها من قبل الحكومة منها ما يلي:

-         لما لا يتم تحليل نسبة الفحوص الإيجابية لكل فئة عمرية لنعرف مدى تأثر كل فئة عمرية بالجائحة ومدى نجاعة الإجراءات الاحترازية والاغلاقات؟

 

-         كم نسبة غير الحاصلين على المطعوم من اجمالي الادخال الى المستشفيات والوفيات؟ وكم نسبة الحاصلين على المطعوم من الادخال الى المستشفيات والوفيات مبوبة بنوع المطعوم؟ هذا سيساهم في زيادة المعرفة حول فعالية المطاعيم المختلفة.

 

-         فيما نعلم نسبة الوفيات بين الحالات المكتشفة case fatality rate يا حبذا لو تم تقدير نسبة الوفيات بين الإصابات الكلية الفعلية infection fatality rate. في اميركا تقدر الحكومة هناك بحسب تقرير ل CDC في أيار 2021 ان الحالات المكتشفة من الكوفيد-19 كانت 23% من اجمالي الإصابات الفعلية. في الأردن تقدر الحكومة النسبة ب 13% تقريبا أي ان رقم الإصابات الفعلية 8 اضعاف الرقم المكتشف. لكن هذا الرقم لا يكفي لتقدير الوفيات بحسب الفئات العمرية.

-         كم نسبة إعادة الإصابة بكوفيد-19؟  كل فحوصاتنا مربوطة بالاسم والرقم الوطني. من 750 ألف حالة مؤكدة بفحص كم منها كانت إصابات متكررة؟ وكم إصابة كانت لحاصلين على مطاعيم؟ هذا سيفيد في الإضافة للمعرفة بخصوص المناعة المكتسبة بعد الإصابة وتأثير المطاعيم.

 

-         كثير من السكان يحتاج فحص كوفيد_19 قبل السفر. لما لا يتم اعتبار هذه الفحوصات نوعا من الفحوصات العشوائية وتحليلها على حدة لتقدير نسبة انتشار الوباء بين اجمالي السكان أسبوعيا. العينات هذه ولم لم تكن عشوائية تماما فهي ليست لمخالطين وتأتي من جميع المحافظات ولها صفة تمثيلية مهمة. وهي تحتاج فقط الى إضافة سؤال عن سبب القيام بالفحص لتسهيل التبويب.

 

 

أجد لزاما علينا ان نتذكر المأساة التعليمية التي حلت بنا بسبب استسهال الحكومات لقرارات اغلاق المدارس بدلا من تحمل مسؤولية أهمية استمرار التعليم بأمان. لغاية نيسان 2021 _بحسب تقرير حديث في مجلة الإيكونومست عن اميركا_ فان احتمال وفاة طفل ما بين 5 سنوات و14 سنة من الكوفيد_19 كانت واحد من نصف مليون أي اقل من عشر احتمالية وفاة الأطفال بحوادث السيارات هناك. الأرقام في الأردن أيضا تدعم هذه النتيجة. اغلاق المدارس لسنة ونصف كان مأساة تامة أساسها عدم تحمل الحكومات لمسؤولياتها.

 

للأسف ضربتنا الجائحة بشدة في الأردن في كافة النواحي الصحية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية. النقطة المضيئة الوحيدة تبقى توفر المطاعيم لمن يرغب بها.  لو أقبل كل من هو فوق 45 سنة او بحالة مرضية ما على المطعوم سيكون بمقدور الأردن تطعيم كل هذه الفئات قبل نهاية شهر تموز على ابعد تقدير. وهذا قد يكون كافيا لكسر الرابط بين الإصابات والوفيات. فالإغلاقات _كلها_ لم تفيد في كبح جماح الجائحة التي اصابت أكثر من 60% من اجمالي السكان بحسب تقديرات الحكومة.

 

بعدها سنعود ان شاء الله الى حياة طبيعية مختلفة بعض الشيء عن الحياة الطبيعية ما قبل الجائحة. فنحن الان نعلم أهمية الابتعاد عن عادات غير صحية مثل "التبويس" المنفلت غير المحدود والأماكن المكتظة سيئة التهوية. الابتعاد عنها _مع المطعوم_ سيقينا شر الجائحة وشرور الامراض الاخف منها أيضا من رشح ونزلات البرد والأنفلونزا.

ليست هناك تعليقات