HIDE
TRUE
RTL
{fbt_classic_header}

لان امانه عمان تهيب بدلا من ان تعمل.. نغرق بشبر ماء

نشر في "خبرني" يوم 13 كانون الثاني 2019 اضحى الموضوع طقس من طقوس الشتاء في الأردن كما قشر البرتقال على الصوب...



نشر في "خبرني" يوم 13 كانون الثاني 2019

اضحى الموضوع طقس من طقوس الشتاء في الأردن كما قشر البرتقال على الصوبة: مناكفات طقس العرب ودائرة الأرصاد بتوقعاتهم عن كل منخفض وبيانات امانه عمان المتكررة التي "تهيب فيها بالمواطنين عدم ربط مزاريب المطر على شبكة الصرف الصحي". 
ولان الأمانة تهيب من دون ان تكشف وتعدل وتغير.. فإننا نغرق في شبر ماء. 

وهو حقا شبر ماء: بحسب دائرة الأرصاد الجوية فان معدل الموسم المطري في عمان الشرقية (مطار عمان المدني) يبلغ 245 مم (أي فقط 24 سم ونصف) وفي شمال عمان (صويلح) 475 مم أي 47 سم ونصف. وعليه يكون معدل كل منخفض _بافتراض ثماني منخفضات قوية طوال الشتاء_  ثلاثة سنتميترات من المطر في عمان الشرقية و ستة سنتمترات مطر في شمال عمان وغربها. 

المشكلة في فيضان عمان مع هكذا كميات مطر قليلة نسبيا تكمن ان معظم الهطول المطري يجد طريقه الى الشوارع والى شبكة الصرف الصحي وكلها أخيرا تجد طريقها أخيرا الى الأماكن المنخفضة مثل سقف السيل ووسط البلد. والأمانة لا تكل من ان تهيب بنا دوما "ان لا نربط المزاريب على شبكة الصرف الصحي بل نجعلها تصب على الشارع". 

على الامانه ان تتوقف عن الاهابة وتقوم بعمل مؤسسي بالاستثمار المنهجي على مستوى المنازل والبنايات والاحياء يكون بمثابة مشروع بنية تحتية وطني بسيط يساهم في حصد مياه المطر وزيادة المساحات الخضراء ووقف فيضان عمان مع كل هطول مطري قوي. بحيث لا يسيل في الشوارع أساسا الا الهطول المطري المباشر عليها وعلى الأرصفة. 

تفصيلا المقترح الاتي:
-         ورشات من المهنيين الأردنيين (مهندسين و سباكين) وكوادر الأمانة مع مرافقة من الدرك للكشف الحسي على مزاريب المطر في كل الاحياء.

-         بحسب وضع كل بيت تعديل وضع مزراب المطر ليصب في عدة خزانات بلاستيكية لتجميع مياه المطر مع مزراب في اخر خزان يصل الى الحديقة ان وجدت.

-         في حالة عدم وجود حديقة ممكن حفر حوض لبعض الشجر في الرصيف ليصب المزراب به.  هذه تسمى حدائق الرصيف المطرية ومدينة نيويورك مثلا لديها 4000 واحدة منها وستبني 5000 أخرى في 2020. وتساهم مساهمة فاعلة في تخفيف الفيضانات.

-         في عمان الشرقية لكل 100 متر مساحة سطح يركب خزانين بلاستيك بحجم تخزين أربعة متر مكعب وهذا يكفي تقريبا لتجميع مطر كل منخفض. وأهالي البناية يستطيعون استخدام الماء المجمع لتنظيف السيارات والشطف وحتى الاستحمام. فهو ماء مطر. وفي عمان الغربية 4 خزانات بحجم 8 متر مكعب لكل 100 متر من سطح البناية. والمساحة المطلوبة لكل خزان لا تتجاوز متر مربع توجد بسهولة ضمن ارتداد البناية.

-         الكلفة لن تتعدى 500 دينار لكل منزل شاملا التركيب والخزانات واجور السباكين. وممكن لكل ورشة ان تركب لبنايتين كل يوم عمل. على فرض هدف 30 الف منزل سنويا نحتاج الى خمسين او ستين فريق عمل متنقل لتشبيك 30 الف منزل سنويا بهذا الحل. ولكل فريق عمل 5 مهنيين أي 250 من كوادر الامانة واستثمار 15 مليون دينار سنويا في مشروع وطني يلغي الفيضان والغرق بشبر ماء ويخضر عمان ويحصد مياه المطر. خلال سنتين او ثلاث تحل المشكلة جذريا.

-         ما الذي يمنع امانة عمان من تخصيص 15 مليون دينار سنوي لمشروع حيوي سهل فيه حلول جذرية. الكلفة السنوية اقل من مشروع كبير لعبارات تصريف مياه الامطار.

في ذات الصعيد هل تعلمون ان شروط ترخيص موقف سيارات تشمل تزفيت كافة المساحة؟ تخيلوا تزفيت كل المساحة بحيث ينساب كل المطر من الساحة الى الشارع بعد ان كان ارضا تمتص الكثير من مياه المطر. هنا الحل في وجوب عمل احواض تجميع مياه المطر لكل موقف مع شجر. او استخدام فرشات الحصمة لا الزفتة في المواقف بحيث يبقى معظم الهطول المطري في مكان هطوله. حاليا فان سقوط 5 سم مطر على موقف معبد بمساحة 4 دنمات يعني انسياب 200 متر مكعب من مياه المطر الى الشوارع. الحل المقترح يمنع معظم هذه الكميات من الوصول الى الشارع أصلا. 

هو موضوع بسيط جدا. الحل الجذري يكمن في الغاء استخدام الشوارع كوسيلة أساسية لتصريف مياه المطر بل بقاء المطر ما امكن حيث يسقط.

أخيرا لا أقول هذا تنظيرا. "شلت" شهادة الهندسة التي احملها عن الرف و عملت ما ادعو اليه في منزلي في الفحيص. هناك كل نقطة مياه مطر تذهب الى بئر تجميع مياه المطر او تجد طريقها الى حوض شجر ومزروعات. لا تخرج أي نقطة مطر حارج السور.


ليست هناك تعليقات