HIDE
TRUE
RTL
{fbt_classic_header}

النواب الذين اساؤوا الاختيار: تحليل لنظام "يانصيب" الدوائر الفرعية

كل عام بعد نتائج التوجيهي يسمع الاردنيون عن الطلاب الذين اساؤوا اختيار التخصات الجامعية. فمعدلاتهم تتيح لهم دخول الجامعة ولكن اختيارهم...



كل عام بعد نتائج التوجيهي يسمع الاردنيون عن الطلاب الذين اساؤوا اختيار التخصات الجامعية. فمعدلاتهم تتيح لهم دخول الجامعة ولكن اختيارهم لتخصصات ذات المعدلات العالية جدا لا يشفع لهم. في ظل قانون الانتخاب الحالي سيسمع الاردنيون ايضا عن النواب الذين اساؤوا اختيار دوائرهم الفرعية. فهولاء حصلوا على اعلى الاصوات في دوائرهم الانتخابية الرئيسية ولكن الحظ لم يحالفهم في يانصيب الدوائر الفرعية. فالمنافسة كانت ضمن الدائرة الفرعية الوهمية بغض النظر عن ترتيب اصوات المرشح في الدائرة الرئيسية.


لنجعل الارقام تتحدث عن نفسها. قمت بتحليل نتائج الدوائر الانتخابية الرئيسية في كل من عمان والزرقاء واربد والبلقاء كامثلة.
  • في عمان الاولى (ذات الخمس مقاعد) حصل السيد خليل الهبارنة على خامس اعلى الاصوات ولكنه لم يحصل على المقعد الخامس لسؤ اختيار دائرته الفرعية.
  • في عمان الثانية (ذات الخمس مقاعد) حصل السيد يوسف القرنة على ثالث اعلى الاصوات والسيد محمد عشا على خامس اعلى الاصوات ولم يحصلا على مقعدين.
  • في عمان الثالثة (ذات الاربع مقاعد بدون المقعد المسيحي) حصل السيد محمد البستنجي على ثالث اعلى الاصوات والسيد خالد عواد على رابع اعلى الاصوات ولم يحصلا على مقعدين.
  • في عمان السادسة (ذات المقعدين) حصل السيد نصار القيسي على ثاني اعلى الاصوات ولم يحصل على مقعد.
  • في اربد الاولى (ذات الخمس مقاعد) حصل السيد سمير عويس على ثالث اعلى الاصوات والسيد محمود عبابنة على خامس اعلى الاصوات ولم يحصلا على مقعدين.
  • في اربد الثانية (ذات المقعدين بدون المقعد المسيحي) حصل السيد سامي خصاونة على ثاني اعلى الاصوات ولم يحصل على مقعد.
  • في اربد الرابعة (ذات المقعدين) حصل السيد محمد ذيابات على ثاني اعلى الاصوات ولم يحصل على مقعد .
  • في البلقاء الاولى (ذات الخمس مقاعد من دون المقعدين المسيحيين) حصل السيد محمد العلوان العبادي على ثالث اعلى الاصوات والسيد بسام الخليفة على رابع اعلى الاصوات ولم يحصلا على مقعدين .
  • في البلقاء الاولى (المقعدين المسيحيين) حصل السيد فخري الداود ثاني اعلى الاصوات ولم يحصل على مقعد.
  • في الزرقاء لم يكن هناك سؤ اختيار في الدوائر الفرعية فتوافقت اعلى الاصوات في كل دائرة فرعية مع ترتيب الاصوات الكلي في الدائرة الرئيسية.
13 مرشحا في اربع محافظات خسروا مع انهم ربحوا. وهذا دليل قاطع على فشل نظام الدوائر الفرعية "الوهمية" من ناحية ان لا حدود واضحة لها. فان كان لا بد من الدوائر الفرعية فاقله تحديد هذه الدوائر على ارض الواقع جغرافيا (اي تقسيم الدوائر الرئيسية الى دوائر اصغر محددة وواضحة). اما اذا بقي القانون المؤقت الحالي بالدوائر الفرعية للانتخابات المقبلة فسيكون لزاما على المترشحين ان يستفيدوا من خبرات اكادميين خبيرين في "نظرية اللعبة". فيسارع من يثق بقوته الانتخابية الى الاعلان عن دائرته الفرعية فيما يؤخر المرشحين الاقل وزنا خيارهم حتى يختاروا الدائرة التي يعتقدون ان مرشحيها اقل قوة. كذلك فان مناطق الثقل العشائري من الممكن ان تشهد تقاسما للدوائر الفرعية بين مرشحي اجماع العشائر الكبيرة ان وجد هذا الاجماع. فيكون اختيار الدائرة الفرعية في نفس اهمية الحملات الانتخابية وحشد التأييد.

الخلاصة ان الانتخابات في ظل نظام الدوائر الفرعية الوهمية تصبح انتخابات يانصيبية تتطلب المال والجهد وايضا بعضا من الحظ ورضى الوالدين!



ليست هناك تعليقات