HIDE
TRUE
RTL
{fbt_classic_header}

مطار الملكة علياء والملكية الأردنية ومطار ماركا وهيئة تنشيط السياحة وراين اير: تأثير الفراشة

    مطار الملكة علياء والملكية الأردنية ومطار ماركا وهيئة تنشيط السياحة وراين اير: تأثير الفراشة!   جواد جلال عباسي   jawad@alrafed.com...




 

 

مطار الملكة علياء والملكية الأردنية ومطار ماركا وهيئة تنشيط السياحة وراين اير: تأثير الفراشة!  

جواد جلال عباسي 
jawad@alrafed.com

18 تموز 2022

تعرف ويكيبديا تأثير الفراشة بانه ”تعبير مجازي يوصف تلك الظواهر ذات الترابطات والتأثيرات المتبادلة والمتواترة التي تنجم عن حدث أول، قد يكون بسيطا في حد ذاته، لكنه يولد سلسلة متتابعة من النتائج والتطورات المتتالية والتي يفوق حجمها بمراحل حدث البداية، وبشكل قد لا يتوقعه أحد، وفي أماكن أبعد ما يكون عن التوقع".

في هذا المقال القصير سأحاول ان اتتبع تأثير الفراشة لحدث بسيط حدث في 2007 عندما وقعت الحكومة اتفاقية شراكة المطار والذي تم بأسلوب بناء تشغيل ونقل لمدة 25 سنة وكانت في الاتفاقية الشروط التالية:

-         احتكار النقل الجوي المدني لمطار الملكة علياء حتى وصول عدد المسافرين الى 8 ملايين سنويا. وهذ ما تسبب بإغلاق مطار عمان المدني (ماركا) امام الطيران العارض والمنخفض الكلفة ليومنا هذا وخروجه من الخدمة واهمال صيانته.

-         رفع رسوم استخدام المطار كل 3 سنوات بنسبة التضخم الرسمية في الأردن بغض النظر عن كلفة المطار نفسه. أي تسعير احتكاري متصاعد بنسبة التضخم سنويا.

بعد 10 سنوات على افتتاح مبنى المطار الجديد نرى التصريحات الرسمية التالية:

هيئة تشجيع السياحة:
 "أن مطار الملكة علياء يعتبر من أغلى المطارات في العالم، منوها إلى التكلفة الضريبية على المسافر الواحد قدرها 81 دولارا، بينما الدولة التي تلي الأردن يدفع المسافر إليها تكلفة ضريبية تتراوح بين 30 إلى 40 دولارا".

النائب خليل عطية:
 "لماذا ترصد ما قيمته 36،1 مليون دينار لتسويق شركات طيران منخفضة التكاليف أجنبية وهي (ريان ايرو ، ايزي جت ،و،ويز ) لاستقطاب السياح عبر طيران منخفض التكاليف".

السيد سامر المجالي مدير الملكية الأردنية:
 "الحكومة تدعم شركة طيران إيرلندية ب19 مليونا و"الملكية" بمليونين."

فلنتتبع اذن أثر الفراشة:

اتفاقية وقعت في 2007 أدت الى مطار جميل وحديث وممتاز لكن شرط الاحتكار الذي تضمنته الاتفاقية جعلته من الاغلى عالميا على حساب كل مستخدميه.

فتعمقت خسائر الملكية الأردنية المملوكة للحكومة وخرج مطار ماركا من الخدمة وبالتالي زادت كلفة الطيران العارض والطيران منخفض الكلفة بحيث أصبح يحتاج دعما نقديا ليقبل ان يسير رحلات الى الأردن!

وصارت هيئة تنشيط السياحة تصرف نصف ميزانيتها دعما لثلاث شركات اجنبية بدعوى تشجيع قدوم السياح. مع ان هذا الدعم مشوه للمنافسة بين كل شركات الطيران العاملة في الأردن وقد يكون له اثار عكسية بحيث يصبح في المحصلة النهائية دعما لسياحة الأردنيين في أوروبا لا لاستقطاب السياح للأردن.

وكالعادة في الأردن: من وقع على اتفاقية المطار يصر على انها أفضل شيء حصل لنا. ويتجاهل الكلفة العالية التي باتت تضر قطاع السياحة وشركات النقل الجوي جميعها.

ومن وقع على اتفاقية دعم شركات الطيران المنخفض لا يعطينا الا أرقاما منقوصة مثل " 100 ألف زائر إلى الأردن عبر رحلات الطيران منخفض التكاليف في اول 5 اشهر من 2022 منهم 14% أردنيين". لتحليل واف يجب الإفصاح عن اجمالي عدد المسافرين على متن ذات الخطوط في نفس الفترة وجنسياتهم لا فقط القادمين الى الأردن. أي يجب تحليل عدد الأردنيين المقيمين في الأردن اللذين سافروا الى أوروبا على متن هذه الخطوط أيضا. فميزانية هيئة تشجيع السياحة يجب ان تذهب حصرا لدعم السياحة الى الأردن لا لدعم السياحة الأردنية في مدن أوروبا.

أساس المشكلة هو التوقيع على بند الاحتكار والتسعير الاحتكاري!  واساس الحل أيضا سيكون في فتح المنافسة من جديد. براي الإجراءات المقترحة ادناه يجب ان تكون أولوية وطنية امام صانعي السياسات العامة في الأردن:

-         اعادة تأهيل وفتح مطار ماركا امام الطيران المدني بأسرع وقت ممكن. وربما يكون تحويل ما تنوي هيئة تشجيع السياحة دفعه لشركات الطيران المنخفض في 2023 الى ميزانية إعادة تأهيل مطار ماركا استثمارا أجدى لقطاع السياحة الاردني. ليعود مطار ماركا خيارا جيدا ورخيصا للطيران العارض وشركات الطيران المنخفض السعر مثل راين اير وغيرها.

-         مفاوضة شركة مطار الملكة علياء لتخفيض كلفة المطار في السنوات المقبلة لجذب مزيدا من السياح. وربما ستكون الزيادة سببا في زيادة الإيرادات حتى مع تخفيض الأسعار.

 

-         اعفاء كل سائح يمضي في الأردن سبع ليال على الأقل _مثلا_ من كلفة الفيزا. هذا سيساهم في تحفيز السياحة القادمة على متن جميع الخطوط بدون تشويه للمنافسة بينهم.

 

-         الإعلان عن تشجيع الحكومة الأردنية على إقامة مطارات مدنية جديدة في أي موقع مناسب بالأردن شريطة ان يتم عبر استثمارات قطاع خاص وبدون حصرية او احتكار واي ضمانة للربح او الإيرادات. ربما يكون هناك مجال لمطارات مدنية جديدة تمول من قبل مستثمرين بدون أي كلفة على الخزينة او ضمانة للربح او حصرية. فيكون لدينا سوق مطارات تنافسي كما سوق الفنادق وشركات الطيران وهذا المعمول به في معظم دول العالم المتقدم. ما المانع؟ والمطارات الجديدة قد تكون صغيرة وجميلة ومتواضعة. لا يجب ان يكلف كل مطار في البلد مليار دولار!

أساس المشكلة الاحتكار. والحل الجذري يكمن في المنافسة.

ليست هناك تعليقات